فصل: تفسير الآية رقم (163):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {لكن الراسخون في العلم منهم} قال: استثنى الله منهم، فكان منهم من يؤمن بالله، وما أُنزل عليهم، وما أُنزل على نبي الله، يؤمنون به ويصدقون به، ويعلمون أنه الحق من ربهم.
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله: {لكن الراسخون في العلم منهم...} الآية. قال: نزلت في عبد الله بن سلام، وأسيد بن سعية، وثعلبة بن سعية، حين فارقوا يهود وأسلموا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن الزبير بن خالد قال: قلت لأبان بن عثمان بن عفان: ما شأنها كتبت {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟ قال: إن الكاتب لما كتب {لكن الراسخون} حتى إذا بلغ قال: ما أكتب؟ قيل له: اكتب {والمقيمين الصلاة} فكتب ما قيل له.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر عن عروة قال: سألت عائشة عن لحن القرآن {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} [المائدة: 69] {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} {إن هذان لساحران} [طه: 63]؟ فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب.
وأخرج ابن أبي داود عن سعيد بن جبير قال: في القرآن أربعة أحرف. الصابئون، والمقيمين، {فأصَّدَّق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10] {إن هذان لساحران} [طه: 63].
وأخرج ابن أبي داود عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئًا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها، قال ابن أبي داود: هذا عندي يعني بلغتها فينا، وإلا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعًا لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرأونه.
وأخرج ابن أبي داود عن عكرمة قال: لما أتى عثمان بالمصحف رأى فيه شيئًا من لحن، فقال: لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.
وأخرج ابن أبي داود عن قتادة. أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال: إن فيه لحنًا وستقيمه العرب بألسنتها.
وأخرج ابن أبي داود عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان: إن في القرآن لحنًا وستقيمه العرب بألسنتها. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
{لكن الراسخون فِي العلم} جيء هنا بلَكِنْ لأنها بين نقيضين، وهما الكفارُ والمؤمنون، والرَّاسِخُونَ مبتدأ، وفي الخبر احتمالان:
أظهرهما: أنه يُؤمِنُونَ.
والثاني: أنه الجملة من قوله: {أولَئِكَ سنؤتيهم}، و{فِي العِلْمِ} متعلقٌ بـ {الرَّاسِخُونَ}.
و{منْهُمْ} متعلِّق بمحذوفٍ؛ لأنه حالٌ من الضميرِ المستكنِّ في {الرَّاسِخُونَ}.
قوله تعالى: {والمؤمنون} عطفٌ على {الرَّاسِخُونَ}، وفي خبره الوجهان المذكوران في خبر {الرَّاسِخُونَ} ولكن إذا جَعَلْنا الخبرَ {أولَئِكَ سَنُؤتِيهِمْ}، فيكون يؤمنون ما محلُّه؟ والذي يَظْهر أنه جملة اعتراض؛ لأنَّ فيه تأكيدًا وتسديدًا للكلام، ويكون الضَّمير في {يُؤمِنُونَ} يعود على {الرَّاسِخُونَ} و{المُؤمِنُونَ} جميعًا، ويجوز أن تكون حالًا منهما؛ وحينئذٍ لا يُقال: إنها حال مؤكِّدة لتقدُّم عاملٍ مشاركٍ لها لفظًا؛ لأنَّ الإيمانَ فيها مقيَّدٌ، والإيمانُ الأولُ مُطْلَقٌ، فصار فيها فائدةٌ، لم تكُنْ في عاملها، وقد يُقَالُ: إنها مؤكِّدة بالنسبةِ لقوله: {يُؤمِنُونَ}، وغيرُ مؤكِّدة بالنسبة لقوله: {الرَّاسِخُونَ}، والمراد بـ {المُؤمِنُونَ} المهاجُرونَ والأنْصار.
قوله سبحانه: {والمُقِيمينَ الصَّلاةَ} قرأ الجمهورِ بالياء، وقرأ جماعة كثيرة: {والمُقِيمُونَ} بالواو؛ منهم ابن جُبَيْر وأبو عَمْرو بن العلاء في رواية يونُسَ وهارُونَ عنه، ومالك بن دينار وعصمة عن الأعمش، وعمرو بن عبيد، والجَحْدَرِي وعيسى بن عُمَر وخلائق.
فأما قراءةُ الياء، فقد اضطربَتْ فيها أقوالُ النحاة، وفيها ستةُ أقوال:
أظهرها- وعزاه مكيٌّ لسيبويه، وأبو البقاء، للبصريين-: أنه منصوبٌ على القَطْع، يعني المفيد للمدْحِ؛ كما في قطع النعوتِ، وهذا القطعُ في قوله: {والمُؤتُونَ الزَّكَاةَ} على ما سيأتي هو لبيانِ فَضْلِها أيضًا، لكنْ على هذا الوجه يجبُ أن يكونَ الخبرُ قوله: {يُؤمِنُونَ}، ولا يجوز قوله: {أولَئِكَ سنُؤتِيهِمْ}، لأن القطع إنما يكون بعد تمامِ الكلام، قال مكي: ومَنْ جَعَلَ نَصْبَ المُقِيمِينَ على المدح جعل خبرَ {الرَّاسِخِينَ}: {يُؤمِنُونَ}، فإنْ جَعَل الخبر {أولَئِكَ سنُؤتِيهِمْ} لم يجز نصب المُقِيمِينَ على المدح، لأنه لا يكون إلا بعد تمام الكلام.
وقال أبو حيان: ومن جَعَلَ الخبرَ: {أولَئِكَ سَنُؤتيهِمْ} فقوله ضعيفٌ.
قال شهاب الدين: وهذا غيرُ لازمٍ؛ لأن هذا القائل لا يَجْعَلُ نصب المُقِيمينَ حينئذٍ منصوبًا على القطع، لكنه ضعيفٌ بالنسبةِ إلى أنه ارْتَكَبَ وجْهًا ضعيفًا في تخريج المقيمين كما سيأتي.
وحكى ابنُ عطية عن قوم مَنْعَ نصبه على القَطْع من أجلِ حرف العطف، والقطعُ لا يكونُ في العطف، إنما ذلك في النعوت، ولما استدلَّ الناسُ بقول الخرنِقِ: [الكامل]
لا يَبْعَدَنْ قَوْمِي الذينَ هُمُ ** سُمُّ العُدَاةِ وآفَةُ الْجُزْر

النَّازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ ** والطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأزْرِ

على جواز القَطْع، فرَّق هذا القَائِلُ بأنَّ البيت لا عَطْفَ فيه؛ لأنها قطعت النَّازِلِينَ فنصبته، والطَّيِّبُونَ فرفعتْه عن قولِها قَوْمِي، وهذا الفرقُ لا أثرَ له؛ لأنه في غير هذا البيت ثَبَت القَطْع مع حرف العطف، أنشد سيبويه: [المتقارب]
وَيَأوي إلَى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ ** وَشُعْثًا مَرَاضِيعَ مِثْلَ السَّعَالِي

فنصب شُعْثًا وهو معطوف.
الثاني: أن يكون معطوفًا على الضمير في مِنْهُمْ، أي: لكن الراسخُونَ في العلْمِ منهم، ومن المقيمين الصلاة.
الثالث: أن يكون معطوفًا على الكاف في إلَيْكَ، أي: يؤمنون بما أُنزل إليك، وإلى المقيمين الصَّلاة، وهم الأنبياء.
الرابع: أن يكون معطوفًا على مَا في بِمَا أُنزِلَ، أي: يؤمنون بما أُنْزِلَ إلى محمَّد صلى الله عليه وسلم وبالمقِيمينَ، ويُعْزَى هذا للكسائيِّ، واختلفت عبارة هؤلاء في المُقِيمينَ، فقيل: هم الملائكةُ، قال مكي: ويؤمنون بالملائكة الذين صفتُهم إقامةُ الصلاة؛ كقوله: {يُسَبِّحُونَ الليل والنهار لاَ يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20]، وقيل: هم الأنبياء، وقيل: هم المسلِمُون، ويكون على حَذْفِ مضافٍ، أي: وبدين المقيمين:
الخامس: أن يكون معطوفًا على الكاف في قَبْلِك أي: ومِنْ قَبْلِ المُقيمينَ، ويعني بهم الأنبياءَ أيضًا.
السادس: أن يكون معطوفًا على نفسِ الظَّرْفِ، ويكون على حَذْفِ مضاف، أي: ومن قبل المقيمين، فحُذِف المضافُ، وأُقيمَ المضافُ إليه مُقَامَهُ، فهذا نهايةُ القولِ في تخريجِ هذه القراءةِ.
وقد زَعَمَ قومٌ أنها لَحْنٌ، ونقلوا عن عائشة وأبَانِ بْنِ عثمانَ أنها خطأٌ من جهةِ غلَطِ كاتبِ المصْحَفِ.
قالوا: وحِكِيَ عن عَائِشَةَ وأبان بن عُثْمَان؛ أنه من غَلَط الكَاتِب، وهذا يعني أنْ يَكْتُبَ: والمُقِيمُون الصَّلاة، وكذلك في سُورة [المائدة]: {إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ والصابئون} [المائدة: 69]، وقوله: {إِنْ هذان لَسَاحِرَانِ} [طه: 63]، قالوا: هذا خطأ من الكَاتِبِ.
وقال عُثْمَان: إن في المُصْحَفِ لَحْنًا سَتُقِيمُه العَرَب بألْسِنَتِها فقيل له: ألا تُغَيِّرُه، فقال: دَعُوه؛ فإنَّه لا يُحِلُّ حَرَامًا، ولا يُحَرِّم حلالًا.
وقالوا: وأيضًا فهي في مصحْفِ ابن مسعودٍ بالواو فقط نقله الفراء، وفي مصحفِ أبَيٍّ كذلك وهي قراءة مالك بن دينار والجَحْدَرِي وعيسى الثقفيِّ، وهذا لا يَصِحُّ عن عائشة ولا أبَانَ، وما أحْسَنَ قول الزمخشريِّ رحمه الله: ولا يُلتفتُ إلى ما زعموا من وقوعه لَحْنًا في خط المصْحَف، وربما التفت إليه مَنْ لم ينظر في الكتاب، ومَنْ لم يعرف مذاهبَ العَرَبِ وما لهم في النصْبِ على الاختصاص من الافتنانِ، وغَبِيَ عليه أنَّ السابقين الأولين الذين مَثَلهُم في التوراة ومثلُهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همةً في الغَيْرَةِ عن الإسلام وذَبِّ المَطَاعِن عنه من أن يقولوا ثُلْمَةً في كتاب الله؛ ليسُدَّها من بَعْدَهم، وخَرْقًا يَرْفُوهُ مَنْ يلحَقُ بهم.
وأمَّا قراءةُ الرفْعِ، فواضحةٌ.
قوله تعالى: {والمؤتون} فيه سبعةُ أوجهٍ أيضًا:
أظهرها: أنه على إضمار مبتدأ، ويكون من باب المدحِ المذكورِ في النصب وهذا أوَّل الأوجه.
الثاني: أنه معطوفٌ على الرَّاسِخُون، وفي هذا ضَعْفٌ؛ لأنه إذا قُطِعَ التابعُ عن متبوعه، لم يَجُزْ أن يعود ما بعده إلى إعراب المتبوعِ، فلا يُقالُ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ العَاقِلَ الفَاضلِ بنصب العَاقِل، وجر الفاضل، فكذلك هذا.
الثالث: أنه عطفٌ على الضمير المستكنِّ في الرَّاسِخُونَ، وجاز ذلك للفصل.
الرابع: أنه معطوفٌ على الضمير في المُؤمِنُونَ.
الخامس: أنه معطوفٌ على الضمير في يُؤمِنُون.
السادس: أنه معطوفٌ على المُؤمِنُونَ.
السابع: أنه مبتدأ وخبره أولئك سَنُؤتيهمْ، فيكون أولئك مبتدأ، وسُنؤتِيهِمْ خبره، والجملةُ خبرُ الأوَّلِ، ويجوزُ في أولَئِكَ أن ينتصِبَ بفعلٍ محذوفٍ يفسِّرهُ ما بعده، فيكون من باب الاشتغال، إلا أنَّ هذا الوجه مرجوحٌ من جهةِ أنَّ زَيْدٌ ضَرَبْتُهُ بالرفع أجودُ من نصبه؛ لأنه لا يُحْوِجُ إلى إضمار؛ ولأنَّ لنا خلافًا في تقديم معمول الفعل المقترن بحرف التنْفِيسِ في نحو سأضْرِبُ زَيْدًا منع بعضهم زَيْدًا سَأضْرِبُ، وشرطُ الاشتغالِ جوازُ تسلُّط العامل على ما قبله، فالأولى أن نَحْمِلَهُ على ما لا خلاف فيه، وقرأ حمزة: سَيُؤتيهِمْ بالياء؛ مراعاةً للظاهر في قوله: والمُؤمِنُونَ بالله، والباقون بالنون على الالتفات تعظيمًا، ولمناسبةِ قوله: وأعْتَدْنَا. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (163):

قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كانت هذه الأوصاف منطبقة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكان من أحوالهم الوحي، قال تعالى إبطالًا لشبهتهم القائلة: لو كان نبيًا أتى بكتابه جملة من السماء كما أتى موسى عليه الصلاة والسلام بالتوارة كذلك، بإقرارهم بنبوة هؤلاء الأنبياء عليهم السلام مع كونهم ليس لهم تلك الصفة، ولم يكن ذلك قادحًا في نبوة أحد منهم ولا رسالته: {إنا} ويصح أن يكون هذا تعليلًا ليؤمنون، أي إنهم آمنوا بما أنزل إليك لأنا {أوحينا إليك كما} أي مثل ما {أوحينا إلى نوح} وقد آمنوا بما به لما أتى به من المعجز الموجب للإيمان من غير توقف على معجز آخر ولا غيره، لأن إثبات المدلول إنما يتوقف على ثبوت الدليل، فإذا تم الدليل كانت المطالبة بدليل آخر طلبًا للزيادة وإظهارًا للتعنت واللجاج- والله سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
ولما كان مقام الإيحاء- وهو الأنبياء- من قِبَل الله تعالى قال: {والنبيِّين من بعده} أي فهم يعلمون ذلك بما لهم من الرسوخ في العلم وطهارة الأوصاف، ولا يشكون في أن الكل من مشكاة واحدة، مع أن هذا الكتاب أبلغ، والتعبير فيه عن المقاصد أجلى وأجمع، فهم إليه أميل، وله أقبل، وأما المطبوع على قلوبهم، الممنوعون من رسوخ العلم فيها بكثافة الحجاب، حتى أنها لا تنظر إلى اسراره إلا من وراء غشاء، فهم غير قابلين لنور العلم المتهيئ للإيمان، فأسرعوا إلى الكفر، وبادروا بالذل والصغار، وفي الآخرة بالسخط والنار.
ولما أجمل تعالى ذكر النبيين فصّل فقال منبهًا على شرف من ذكرهم وشهرتهم: {وأوحينا إلى إبراهيم} أي أبيكم وأبيهم كذلك {وإسماعيل} أي ابنه الأكبر الذي هو أبوكم دونهم {وإسحاق} وهو ابنه الثاني وأبوهم {ويعقوب} أي ابن إسحاق {والأسباط} أي أولاد يعقوب.
ولما أجمل بذكر الأسباط بعد تفصيل مَنْ قبلهم فصّل من بعدهم فقال: {وعيسى} أي الذي هو آخرهم من ذرية يعقوب {وأيوب} وهو من ذرية عيصو بن إسحاق على ما ذكروا {ويونس وهارون وسليمان} ولما كان المقام للتعظيم بالوحي، وكان داود عليه الصلاة والسلام من أهل الكتاب قال: {وآتينا داود زبورًا} أي وهم يدعون الإيمان به مع اعترافهم بأنه لم ينزل جملة ولا مكتوبًا من السماء. اهـ.